تقرير حول المحاضرة العلمية: “تدبير الاختلاف، أصول ومسالك”

من إعداد: عبد الصمد الخزروني

نظمت اللجنة العلمية للمركز الدولي لقيم الإنسانية والتعاون الحضاري يوم الخميس 26/09/2024م محاضرة علمية بعنوان “تدبير الاختلاف أصول ومسالك“، قام بتأطيرها فضيلة الدكتور

محمد رفيع أستاذ أصول الفقه والمناظرة ومقاصد الشريعة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومدير المركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة. بينما قام بإدارة المحاضرة وتسييرها الأستاذة أسماء فاضل.

في البداية رحّبت المسيرة بالمحاضر الكريم وبالسادة المشاهدين والمشاهدات الكرام على جميع المنصات التابعة للمركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري، بسطت أرضية بين يدي المحاضرة حول الاختلاف وضرورة تدبيره، بعدها أحالت الكلمة للمحاضر الكريم.

انطلق المحاضر الكريم الدكتور محماد رفيع محاضرته التي كانت قيّمة وماتعة ونافعة، بطرح سؤال زمني حارق بتعبيره، وهو كيف ندبر الخلاف؟ لأن هذا السؤال المباشر كما أشار في كلامه هو إسهام مباشر في البحث عن الحل لهذا الذي يقع في العالم من تخريب وتدمير وحروب وهلاك بسبب الفشل في التعامل مع ظاهرة الاختلاف.

ثم بعد هذا التقديم، قسّم المحاضر الكريم الموضوع الذي تدور عليه محاضرته إلى ثلاثة محاور:

المحور الأول حول المفاهيم المركزية المؤسِّسة للموضوع. وقد أجملها حسب عنوان المحاضرة في أربعة مفاهيم:

  1. الاختلاف: وقد اعتبره بؤرة هذا الموضوع، وبأنه فطرة في الكون وفي الإنسان، وآية من آيات الله، ومقتضى إرادة الله الكونية.
  2. التدبير: اعتبره منهج إدارة التنوع على قاعدة الجوامع قبل الفوارق، والنواظم قبل الفواصل.
  3. الأصول: اعتبرها الجوامع الناظمة للائتلاف، وعليها يبنى الاختلاف وتُجمع أطرافه المتشتتة والمتفرعة.
  4. المسالك: اعتبرها الطّرق الناجعة والناجحة التي تؤدي إلى تدبير الاختلاف.

المحور الثاني حول أصول تدبير الاختلاف. وقد جعلها المحاضر في قسمين:

الأول: الأصول الكونية الناظمة للائتلاف، والمحدِّدة للمشترك بين المختلِفين، والناتجة عن إرادة الله الكونية التي تتجلى في فعل الله. وهذه الأصول الكونية أبرزها في ستة، وهي:

  1. أصل وحدة الإنسانية.
  2. أصل وحدة العبودية الاضطرارية.
  3. أصل وحدة الوظيفة الكونية.
  4. أصل وحدة الطهارة الفطرية.
  5. أصل وحدة الكرامة الإنسانية.
  6. أصل وحدة الحرية الإنسانية.
صورة من المحاضرة

الثاني: الأصول الشرعية الناظمة للائتلاف الواردة في وحي الله من قرآن وسنة. وقد أجملها في أربعة وهي:

  1. الأصل العقدي،
  2. الأصل المقاصدي،
  3. مقصد التعارف،
  4. الأصل الحضاري والزمني،

المحور الثالث حول مسالك تدبير الاختلاف، وقد جعلها المحاضر في قسمين:

الأول: المسالك الكلية، اختصرها في أربعة وهي:

  1. مسلك الحوار، باعتباره خيار استراتيجي ومبدأ مهم في تدبير الاختلاف.
  2. مسلك الاعتراف بالمخالف، باعتبار وجود المخالف حقيقة والاعتراف به ضروري.
  3. مسلك العدل والإنصاف، باعتباره وصية جاء التأكيد عليها في آيات كثيرة من القرآن. فمهما كانت شدة الاختلاف لا ينبغي ظلم المخالف، بل انصافه.
  4. مسلك المرجعية المشتركة، باعتبارها مرجعية نسلِّم بها جميعا لنتحاكم إليها، قد تكون قنونا، دستورا، شريعة، أعرافا، إلى غير ذلك.

الثاني: المسالك الإجرائية، وقد حددها في مسلكين مهمين:

الأول: مسلك التواصل الاجتماعي، وقد اعتبره مسلكا ذو أهمية كبيرة في التعامل مع المخالف، ومن مظاهره: المؤاكلة بإشراك الطعام والشراب في المناسبات، المناكحة عن طريق الزواج، المواساة في الأحزان، المباركة والتهنئة في الأفراح، المعاشرة بالمعروف، والمجاورة بالحسنى.

الثاني: مسلك التواصل الثقافي، ومن مظاهره: حسن الاستقبال عند اللقاء، رد التحية بأحسنها، تشميت العاطس، الموافقة في غير الخصوصية، والحرص على المظهر الحضاري.

هذا باختصار ما جاء في هذه المحاضرة العلمية القيّمة، مع العلم أن الرجوع إلى التفاصيل الواردة فيها في كل محور من هذه المحاور الثلاثة وما تضمنته من شواهد وأدلة مفيد جدا. كما يمكن لأي مشاهد متابع لها أن يدرك بكل وضوح ذلك الطرح العلمي الجديد والعميق الذي تناول به المحاضر الكريم محاضرته.

وبعد ما قدم المحاضر محاضرته، فتحت مديرة النشاط مجالا للنقاش للحاضرين، فكان نقاشا ثريا زاد في إغناء ما جاء في المحاضرة من أفكار.

وفي الأخير ختمت المديرة أسماء فاضل إدارتها للمحاضرة بتجديد الشكر الجزيل للدكتور محماد رفيع، ولكل المشاهدين والمشاهدات الكرام، على أمل اللقاء بهم في محطة علمية أخرى على منصات المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري.